close
اخبار تركيا

اَلزَّكَاةُ: جِسْرُ التَّضَامُنِ الْإِسْلَامِيِّ.. خطبة الجمعة مترجمة للغة العربية في تركيا 31 آذار 2023

تركيا/م.ب.محمد

اَلزَّكَاةُ: جِسْرُ التَّضَامُنِ الْإِسْلَامِيِّ.. خطبة الجمعة مترجمة للغة العربية في تركيا 31 آذار 2023

بسم الله الرحمن الرحيم: وَمَٓا اَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُۚ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: “اَلصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ”

التَّارِيخُ:.03.202331

اَلزَّكَاةُ: جِسْرُ التَّضَامُنِ الْإِسْلَامِيِّ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!

نَحْنُ أُمَنَاءُ نِعَمِ رَبِّنَا تَعَالَى فِي هَذِهِ الدُّنْيَا. وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ نِعْمَةٍ لَهَا إِمْتِنَانٌ مِنْ نَوْعِهَا.

فَإمْتِنَانُ قُلُوبِنَا هُوَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ الْقَدِيرِ. وَإِمْتِنَانُ أَلْسِنَتِنَا هُوَ تَرْجَمَةُ الْحَقِيقَةِ. إِمْتِنَانُ أَجْسَادِنَا هُوَ الْعِبَادَةُ. إِمْتِنَانُ مُمْتَلَكَاتِنَا هُوَ الزَّكَاةُ وَالصَّدَقَةُ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

اَلزَّكَاةُ، أَحَدُ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ الْأَسَاسِيَّةِ الْخَمْسَةِ، هِيَ جِسْرُ الْأُخُوَّةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.

إِنَّهَا أَحَدُ أَفْضَلِ مُؤَشِّرَاتِ التَّضَامُنِ وَالْمُشَارَكَةِ.

اَلزَّكَاةُ هِيَ عِبَادَةٌ تَقُودُ النَّاسَ إِلَى الْفَلَّاحِ وَالْمُجْتَمَعِ إِلَى الِازْدِهَارِ. إِنَّهُ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ خُضُوعِنَا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَإِخْلَاصِنَا تُجَاهَ إِخْوَانِنَا.

اَلزَّكَاةُ هِيَ نَيْلُ دُعَاءِ الْفَقِيرِ، وَفَرْحَةُ مُحْتَاجٍ عَلَى مَائِدَةِ الْإِفْطَارِ. وَبَلْسَمًا لِقَلْبٍ مَكْسُورٍ هِيَ شِفَاءٌ لِقَلْبٍ حَزِينٍ. وَيَدُ الرَّحْمَةِ الَّتِي تَلْمِّسُ رَأْسَ الْيَتِيمِ هِيَ إِضَافَةُ قُوتِ لِلْمَظْلُومِينَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!

اَلزَّكَاةُ هِيَ مُشَارَكَةُ مُؤْمِنٍ يُعْتَبَرُ غَنِيًّا دِينِيًّا جُزْءً مُعَيَّنًا مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ مَعَ الْمُحْتَاجِينَ.

فِي الْوَاقِعِ، مِنْ خِلَالِ إِعْطَاءِ الزَّكَاةِ، يَتَنَازَلُ الْمُؤْمِنُ عَنْ حَقِّ أَخِيهِ الْمُحْتَاجِ. يَقُولُ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَنْ عُبَّادِهِ الْمُتَّقِينَ:”وَف۪ٓي اَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّٓائِلِ وَالْمَحْرُومِ”[1].

 أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!

يَقُولُ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْقُرْآنِ، دَلِيلُنَا إِلَى الْحَيَاةِ: “قُلْ اِنَّ رَبّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَٓاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُؕ وَمَٓا اَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُۚ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”[2].

فَتُعَلِمُنَا هَذِهِ الْآيَةُ أَنَّ الزَّكَاةَ لَا تُنْقِصُ مِنَ الْمَالِ أَبَدًا، بَلْ عَلَى الْعَكْسِ، فَهِيَ تُبَارِكُ فِيهِ وَتُحَوِّلَهُا إِلَى زَادٍ لِلْآخِرَةِ. إِنَّهَا تُحَرِّرُ الْإِنْسَانَ مِنْ أَنْ يَكُونَ سَجِينًا لِلدُّنْيَا وَيَنْقُلُهُ إِلَى الْحُرِّيَّةِ الْحَقِيقِيَّةِ.

اَلزَّكَاةُ هِيَ ضَمَانُ السَّلَامِ الِاجْتِمَاعِيِّ. هَذِهِ الْعِبَادَةُ الْفَرِيدَةُ تُقَوِّي وِحْدَتَنَا وَتَضَامُنَنَا وَتُقَوِّي أُخُوَتَنَا. وَتُنَقِّي مِنَ الْعَادَاتِ السَّيِّئَةِ مِثْلَ الْبُخْلِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ. وَتُطَهِّرُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الذُّنُوبِ وَيَنَالُ رِضَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَغُفْرَانَهُ.

وَيُخْبِرُنَا النَّبِيُّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) عَنْ جَمَالِ الزَّكَاةِ هَذَا عَلَى النَّحْوِ التَّالِي: “اَلصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ”[3].

أَيُّهَا الإخْوَةَ الْكِرَامُ!

تُبَارَكُ مَكَاسِبُنَا بِالزَّكَاةِ حَيْثُ تَزْدَادُ الْحَاجَةُ إِلَى التَّعَاوُنِ وَالتَّضَامُنِ فِي أَيَّامِ رَمَضَانَ.

فَأَتَمَنَّى أَنْ تَمْتَلِئَ بُيُوتُنَا بِالسَّلَامِ وَالْفَرَحِ. لِتُحِيطَ الرَّحْمَةُ وَالرَّأْفَةُ أَرْجَاءَنَا.

دَعُونَا نَسْعَى لِرِضَى اللَّهِ تَعَالَى بِفَرْحَة الْأَيْتَامِ وَالْمَسَاكِينِ. دَعُونَا نَجِدُ السَّعَادَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِدُعَاءِ إِخْوَانِنَا الْمُحْتَاجِينَ. وَدَعُونَا لَا نَنْسَى أَنَّ الْإِنْفَاقَ لَهُ أَيْضًا أَخْلَاقٌ.

دَعُونَا أَيْضًا نَرْتَدِي اللُّطْفَ وَالظَّرَافَةَ وَالْعِفَّةَ عِنْدَ أَدَاءِ عِبَادَةِ الزَّكَاةِ. وَلْنَبْحَثْ عَنْ مَنْ هُمْ بِالْحَاجَةِ حَقًّا لَهَا. وَلْنَسْتَمِرَّ فِي تَقْدِيمِ مُسَاعَدَتِنَا لَهُمْ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!

يَلْفِتُ وَقْفُنَا الدِّينِيُّ التُّرْكِيُّ، كَمَا هُوَ الْحَالُ فِي كُلِّ عَامٍ، اَلْاِنْتِبَاهَ إِلَى عِبَادَةِ الزَّكَاةِ فِي رَمَضَانَ بِدَعْوَةِ ” تُبَارَكُ أُخُوَّتُنَا بِالزَّكَاةِ “. وَأَنَّهُ يَجْمَعُ الزَّكَاةَ الَّتِي أَوْكَلَهَا شَعْبُنَا الْخَيْرِيُّ إِلَى الْمُحْتَاجِينَ، وَخَاصَّةً إِخْوَانُنَا ضَحَايَا الزَّلَازِلِ.

وَيُمْكِنُكُمْ أَيْضًا الْمُسَاهَمَةُ فِي حَمْلَةِ الزَّكَاةِ مِنْ خِلَالِ مَكَاتِبِ الْإِفْتَاءِ لَدَيْنَا، تَحْتَ إِشْرَافِ الْمَسْؤُولِينَ الدِّينِيِّينَ لَدَيْنَا أَوْ مِنْ خِلَالِ مَوْقِعِ الْوَيب لِمُؤَسَّسَتِنَا.

بِالْإِضَافَةِ إِلَى ذَلِكَ، بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ الْيَوْمَ، سَيَتِمُّ تَطْبِيقُ مُسَاعَدَتِكُمْ لِاسْتِخْدَامِهَا فِي الْخِدْمَاتِ التَّعْلِيمِيَّةِ وَالْخَيْرِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا مُؤَسَّسَتُنَا. أَسْأَلُ رَبَّنَا الْقَدِيرَ أَنْ يَتَقَبَّلَ مُسَاعَدَتَنَا اَلَّتِي قَدَّمْنَاهَا وَسَنُقَدِّمُهَا.

[1] سُورَة اَلذَّارِيَاتِ، 51 / 19.

[2] سُورَة سَبَأِ، 34 / 39.

[3] اَلْإِمَام اَلتِّرْمِذِي، كِتَابُ اَلْجَامِعِ، 79.

  اَلْمُدِيرِيَّةُ العَامَّةُ لِلْخَدَمَاتِ الدِّينِيَّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى