اَلْهِجْرَةُ: رِحْلَةٌ اِسْتِكْشَافِيَّةٌ مُبَارَكَةٌ مِنْ أَجْلِ اَلْمُثُلِ اَلْعُلْيَا… تعرف على خطبة الجمعة مترجمة للغة العربية اليوم 21 تموز 2023
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْكِرَامُ!
بِلُطْفِ اَللَّهِ وَكَرَمِهِ دَخَلْنَا يَوْمُ اَلْأَرْبِعَاءِ اَلْمَاضِيْ فِي اَلْعَامِ اَلْهِجْرِيِّ 1445. اَلْحَمْدُ وَالثَّنَاءُ لِلَّهِ اَلَّذِي بَلَّغَنَا سَنَةً هِجْرِيَّةً جَدِيدَةً حَتَّى يَبْلُغَ اَلْحَمْدُ مُنْتَهَاهُ. جَعَلَ اَللَّهُ سَنَتَنَا اَلْهِجْرِيَّةَ اَلْجَدِيدَةَ تَعُمُّ عَلَيْنَا بِالْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ.
أَوَّلُ عَامٍ فِي اَلتَّقْوِيمِ اَلْهِجْرِيِّ، هُوَ عَامُ 622 اَلَّذِي هَاجَرَ فِيهِ نَبِيَّنَا (ص) مَعَ أَصْحَابِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى اَلْمَدِينَةِ.
فَهَاجَرَ اَلْمُسْلِمُونَ هَذَا اَلْعَامِ، بِقِيَادَةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى اَلْمَدِينَةِ اَلْمُنَوَّرَةِ لِيُمَارِسُوا اَلْإِسْلَامَ بِرَاحَةٍ أَكْبَرَ بَعْد مِحْنَةِ مَكَّةَ.
فَقَبِلَ سَيِّدُنَا عُمَر رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ خِلَالَ خِلَافَتِهِ أَنْ تَكُونَ اَلسَّنَةُ اَلَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا اَلْهِجْرَةُ أَوَّلَ سَنَةٍ فِي اَلتَّقْوِيمِ اَلْهِجْرِيِّ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
اَلْهِجْرَةُ هِيَ مِنْ أَهَمِّ نِقَاطِ اَلتَّحَوُّلِ فِي تَارِيخِ الْبَشَرِيَّةِ.
هَذِهِ اَلْهِجْرَةُ لَيْسَتْ هِجْرَةً عَادِيَّةً وَلَيْسَتْ خُرُوجًا مِنْ أَرْضٍ إِلَى أُخْرَى مِنْ أَجْلِ مَنْفَعَةٍ مُؤَقَّتَةٍ.
اَلْهِجْرَةُ لَيْسَتْ هُرُوبًا مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى أُخْرَى خَوْفًا عَلَى اَلْأَرْوَاحِ وَالْمُمْتَلَكَاتِ.
عَلَى اَلْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ اَلْهِجْرَةَ هِيَ رِحْلَةٌ مُبَارَكَةٌ تَتْرُكُ جَانِبًا كُلَّ اَلتَّوَقُّعَاتِ وَالْأَهْدَافِ الدُّنْيَوِيَّةِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ.
اَلْهِجْرَةُ هِيَ رِحْلَةٌ اِسْتِكْشَافِيَّةٌ مُبَارَكَةٌ لِجَعْلِ اَلْحَيَاةِ اَلَّتِي تُمَجِّدُهَا اَلْمُثُلُ الْعُلْيَا مُمْكِنَةً.
اَلْهِجْرَةُ هِيَ تَرْكُ كُلِّ مَا يَصْرِفُ اَلْإِنْسَانَ عَنْ اَلْغَرَضِ مِنْ خَلْقِهِ.
إِنَّهَا تَوَجُّهٌ حَازِمٌ مِنْ الشَّرِّ إِلَى الْخَيْرِ وَمِنْ الْقَسْوَةِ وَالظُّلْمِ إِلَى الْعَدَالَةِ وَالْحَقِيقَةِ. اَلْهِجْرَةُ هِيَ اَلِابْتِعَادُ عَنْ جَمِيعِ أَنْوَاعِ اَلرَّغَبَاتِ وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ الَّتِي تَمْنَعُ النَّاسَ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ. هِيَ اِجْتِنَابُ اَلْحَرَامِ وَالْمَعَاصِي وَاللُّجُوءِ إِلَى رَحْمَةِ رَبِّنَا اَلْوَاسِعَةِ بِالتَّوْبَةِ وَالدُّعَاءِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
لمتابعة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇