صِلَةُ الرَّحِمِ : وَسِيلَتُنَا لِنَيْلِ الرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَةِ تعرف على خطبة الجمعة مترجمة باللغة العربية اليوم11 أغسطس
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
نَحْنُ نَعِيشُ فِي فَتْرَةٍ تَتَقَدَّمُ فِيهَا التِّكْنُولُوجْيَا بِوَتِيرَةٍ مُذْهِلَةٍ.
فَيُمْكِنُنَا الْوُصُولُ إِلَى الْأَشْخَاصِ فِي الطَّرَفِ الْآخَرِ مِنَ الْعَالَمِ فِي أَيِّ وَقْتٍ نُرِيدُهُ، وَإِجْرَاءُ اِتِّصَالَاتٍ صَوْتِيَّةٍ وَمَرْئِيَّةٍ. وَمَعَ ذَلِكَ، عَلَى عَكْسِ كُلِّ هَذِهِ التَّطَوُّرَاتِ، فَإِنَّنَا نَبْتَعِدُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ عَنْ بَعْضِنَا الْبَعْضِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، فَأَنَّنَا نُهْمِلُ حَتَّى آبَائِنَا أَقْرَب النَّاسِ إِلَيْنَا. وَكُلَّ يَوْمٍ يَمْضِي نُصْبِحُ وَحِيدِينَ وَمُنْفَرِدِينَ فِي الزِّحَامِ.
وَالْيَوْمُ، هُنَاكَ الْعَدِيدُ مِنَ الْآبَاءِ الَّذِينَ تُرِكُوا لِلْوَحْدَةِ، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ نُورَ أَعْيُنِهِمْ أَبْنَائِهِمْ. وَلَدَيْنَا الْعَدِيدُ مِنَ الْأَقَارِبِ فِي اِنْتِظَارِ أَنْ يُسْأَلُوا عَنْ حَالِهِمْ .
وَالْكَثِيرُ مِنَ الْأَقَارِبِ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ نُشَارِكَهُمْ مَشَاكِلَهُمْ وَنُخَفِّفَ عَنْهُمْ وَنُوَاسِيَهُمْ. وَلَدَيْنَا الْكَثِيرُ مِنَ الْجِيرَانِ الَّذِينَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَحِيَّةٍ مِنَّا وَإِبْتِسَامَةٍ صَادِقَةٍ وَإِخْلَاصٍ وَمَوَدَّةٍ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
دَعُونَا لَا نُهْمِلُ صِلَةَ الرَّحِمِ، اَلَّتِي هِيَ وَسِيلَةٌ لِلرَّحْمَةِ . وَدَعُونَا لَا نَحْرِمُ أَنْفُسَنَا مِنْ بَرَكَاتِ صِلَةِ الرَّحِمِ. دَعُونَا نُبْقِي قُلُوبَ وَالِدَيْنَا سَعِيدَةً . فَدَعُونَا لَا نَحْجُبُ الْإِخْلَاصَ وَالْمَوَدَّةَ وَالتَّحِيَّاتِ وَالْإِبْتِسَامَةَ الصَّادِقَةَ عَنْ أَقَارِبِنَا.
وَدَعُونَا لَا نَتْرُكُهُمْ وَحْدَهُمْ فِي حَفْلَاتِ الزِّفَافِ وَالْأَعْيَادِ وَالْجِنَازَاتِ.
لِنَدَعْ أَطْفَالَنَا يَتَعَلَّمُونَ مِنَّا اِحْتِرَامَ كِبَارِ السِّنِّ وَإِسْعَادِ أَقَارِبِنَا. فَلْنَدَعْ أَبْنَائَنَا تَرَى مِنَّا أَنَّ الْأَفْرَاحَ تَزْدَادُ عِنْدَمَا يَتِمُّ مُشَارَكَتُهَا، وَالْأَحْزَانُ تُخِفُّ عِنْدَ مُشَارَكَتِهَا.
أَخْتِمُ خُطْبَتِي بِحَدِيثِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ”
[i] سُورَة النِّسَاءِ ، 4 / 1.
[ii] اَلْبُخَارِي ، كِتَابُ الْأَدَبِ ، 12.
[iii] مُسْلِمٌ ، كِتَابُ الْبِرِّ ، 22.
اَلْمُدِيرِيَّةُ العَامَّةُ لِلْخَدَمَاتِ الدِّينِيَّةِ