close
أسئلة دينية

من الرسول الذي ض.رب ملك الم.وت ولماذا؟

روى مسلم عن أبي هريرة قال: أُرسل ملك الم.وت إلى موسى ـ عليه السلام ـ فلما جاءه صكه فف.قأ عينه..

فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد المو.ت..

قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم مه؟ قال: ثم الم.وت، قال فالآن.

فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر.

فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر.

قال القرطبي “ج 6 ص 132” واختلف العلماء في تأويل لطم موسى عَين الملك وفق.ئها على أقوال، منها:

أنها كانت عينا مُتخيلة لا حقيقة، وهذا باطل؛ لأنه يؤدي إلى أن ما يراه الأنبياء من صور الملائكة لا حقيقة له..

ومنها أنها كانت عينًا معنوية، وإنما فقأ.ها بالحجة. وهذا مجاز لا حقيقة..

ومنها أنه ـ عليه السلام ـ لم يعرف ملَك الم.وت، وإنما رأى رجلاً دخل منزله بغير إذنه يريد نفسه، فدافع عن نفسه فل.طم عينه فف.قأها.

وتجب المُدافعة في هذا بكل ممكن، وهذا وجه حسن؛ لأنه حقيقة في العين وال.صك.

قاله الإمام أبو بكر من خزيمة، غير أنه اعترض عليه بما في الحديث، وهو أن ملك الم.وت لما رجع إلى الله تعالى قال: يارب أرسلتني إلى عبد لا يريد الم.وت..

فلو لم يعرفه موسى لما صدق القول من ملك الم.وت.

وأيضًا قوله في الرواية الأخرى: أجب ربك. يدُل على تعريفه بنفسه. والله أعلم.

ومنها أن موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان سريع الغ.ضب، إذا غض.ب طلع الدخان من قلنسوته ورفع شعر بدنه جبته، وسرعة غضبه كان سببًا لص.كه ملك الموت.

قال ابن العربي: وهذا كما ترى ، فإن الأنبياء معصومون من أن يقع منهم ابتداء مثل هذا في الرضا والغ.ضب.

ومنها ـ وهو الصحيح من هذه الأقوال ـ أن موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ عرف ملك الم.وت، وأنه جاء ليقب.ض روحه، لكنه جاء مجيء الجازم بأنه قد أُمر بق.بض روحه من غير تخيير..

وعند موسى ما قد نص عليه نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من “أن الله لا يق.بض روح نبي حتى يخيره” فلما جاء على غير هذا الوجه الذي أعلم، بادر بشهامته وقوة نفسه إلى أدبه، فلط.مه فف.قأ عينه امتحانًا لملك الم.وت، إذ لم يصرح له بالتخيير.

ومما يدل على صحة هذا أنه لما رجع إليه ملك الم.وت فخيَّره بين الحياة والم.وت اختار الم.وت واستسلم، والله بنبيه أحكم وأعلم، هذا أصح ما قيل في وف.اة موسى ـ عليه السلام ..

وقد ذكر المُفسرون في ذلك قصصًا وأخبارًا الله أعلم بصحتها، وفي الصحيح غنية عنها، وكان عمر موسى مائة وعشرين سنة، فيروى أن يُوشع رآه بعد مو.ته في المنام فقال له: كيف وجدت الم.وت؟

فقال: كشاة تس.لخ وهي حية ، وهذا صحيح معنى. قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الصحيح “إن للم.وت سك.رات” انتهى ما قاله القرطبي…

وجاء في “مشارق الأنوار” للعدوي ص 14: أخرج أحمد والبزَّار وصححه عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “كان ملَك الم.وت يأتي الناس عَيانًا، فأتى موسى ـ عليه السلام ـ فلط.مه فف.قأ عينه..” فكان بعد يأتي الناس خفية..

وذكر العارف الشعراني ـ بعد أن حكى رواية للإمام الترمذي بمثل هذا ـ إنما ف.قأ موسى عين ملك الم.وت بإذن من ربه عز وجل؛ لأنه معصوم، ولذلك لم يعا..قبه الله على ذلك.

وجاء في كتاب “تأويل مختلف الحديث” لابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276هـ “ص 86” أن الله أعطى الملائكة قوة تتشكل بها كما تشاء، كما أعطى الجن هذه القوة..

ثم قال: ولما تمثل ملك الم.وت لموسى ـ عليه السلام ـ وهذا ملك الله وهذا نبي الله وجاذبه لط.مه موسى لط.مة أذهبت العين التي هي تخييل وتمثيل، وليست حقيقة، وعاد الملك إلى حقيقة خلقته الروحانية كما كان لم ينتقص منه شيء. شارك

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى