close
اخبار تركيا

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ   ….. خطبة الجمعة مترجمة للغة العربية في تركيا   21 ابريل 2023

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ   ….. خطبة الجمعة مترجمة للغة العربية في تركيا   21 ابريل 2023

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء

 

عِيدُ الْفِطْرِ : أَيَّامُ الْفَرَحِ وَالسَّلَامِ وَالْأُخُوَّةِ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!

الْيَوْمُ، نُدْرِكُ عِيدَ الْفِطْرِ، اَلَّذِي يَصِلُ فِيه الْفَرَحُ وَالسَّلَامُ وَالْأُخُوَّةُ إِلَى ذُرْوَتِهِ.

وَالْحَمْدُلِلَهِ كَثِيرًا اَلَّذِي بَلَّغَنَا صَبَاحَ عِيدٍ آخَرَ بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرِ الرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَةِ وَالْمَغْفِرَةِ.

وَأَفْضَلُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ اَلْمُصْطَفَى ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) اَلَّذِي عَلَّمَنَا قِيْمَةَ هَذِهِ الْأَيَّامِ.

وَعِيدُ فِطْرٍ مُبَارَكٌ عَلَيْكُمْ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

اَلْأَعْيَادُ هِيَ الْأَيَّامُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الْحُبُّ وَالِاحْتِرَامُ.

وَالْأُلْفَةُ وَالْمَوَدَّةُ، وَاللُّطْفُ وَالرَّحْمَةُ، وَالْوَفَاءُ وَالْوَلَاءُ فِي ذُرْوَتِهِ.

لِذَلِكَ، دَعُونَا الْيَوْمَ نُقَبِّلُ بِوَقَارٍ أَيْدِي آبَائِنَا، اَلَّذِينَ هُمْ سَبَبُ وُجُودِنَا، وَنَكْسِبُ دُعَائَهُمْ.

وَلْنُظْهِرْ حُبَّنَا لِأَزْوَاجِنَا اَلَّذِينَ نَتَقَاسَمُ مَعَهُمْ عِبْءَ الْحَيَاةِ بِوُجُوهِنَا الْمُبْتَسِمَةِ. وَدَعُونَا نُشَارِكُهُمْ فَرْحَةَ الْعِيدِ بِكَلِمَاتِنَا الطَّيِّبَةِ.

دَعُونَا نَزُورُ أَقَارِبَنَا وَجِيرَانَنَا وَنَزِيدُ بَهْجَةَ الْعِيدِ.

وَلِنَتَذَكَّرْ أَسْلَافَنَا بِالْخَيْرِ وَالرَّحْمَةِ، وَلْيَكُنْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ دُعَائِنَا.

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!

اَلْأَعْيَاد هِيَ أَيَّامُ الْمُشَارَكَةِ وَالتَّضَامُنِ وَالْمُسَاعَدَةِ .

فَلْنَجْلِبْ فَرْحَةَ الْعِيدِ إِلَى عُيُونِ الْأَيْتَامِ وَالْمَسَاكِينِ الْمُشْرِقَةِ .

وَدَعُونَا نَمُدُّ أَيْدِينَا إِلَى الْمُحْتَاجِينَ وَالْمُضْطَهَدِينَ وَالْفُقَرَاءِ وَنَدَعَهُمْ يَتَذَوَّقُونَ طَعْمَ السَّلَامِ وَالسَّعَادَةِ فِي الْعِيدِ.

دَعُونَا نَحْمِلُ فَرْحَةَ الْعِيدِ، بِدْأً مِنْ مَنَازِلِنَا، إِلَى مَبَانِينَا وَأَحْيَائِنَا وَمُدُنِنَا وَبَلَدِنَا وَالْعَالَمِ بِأَسْرِهِ.

لِنَدْعُوَا أَنْ يَتَمَكَّنَ جَمِيعُ إِخْوَتِنَا الْمُضْطَهَدِينَ وَالْمَظْلُومِينَ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ أَنْ يَعِيشُوا أَجْوَاءَ الْعِيدِ بِحُرِّيَّةٍ .

فَلْيَكُنْ عِيدُنَا عِيدًا .

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!

اَلْأَعْيَادُ هِيَ أَيَّامُ الْوِحْدَةِ وَالتَّآخِي وَالْأُخُوَّةِ.

قَالَ رَبُّنَا الْقَدِيرُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ : “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ”[1].

لِذَلِكَ دَعُونَا نَضَعُ حَدًّا لِلتَّنَازُعِ وَالتَّخَاصُمِ اَلْيَوْمَ. وَكَمُؤْمِنِينَ، دَعُونَا نَسْعَى جَاهِدِينَ لِلْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمِينَ، وَخَاصَّةً عَائِلَتَنَا.

وَدَعُونَا نَفْتَحُ قُلُوبَنَا لِبَعْضِنَا الْبَعْضِ بِشَفَقَةٍ وَمَوَدَّةٍ. لِنَتَّحِدْ، لِنَكُنْ إِخْوَةً، دَعُونَا نَبْنِي مُجْتَمَعً مِن الْإِخْوَةِ.

فَلْيَكُنْ عِيدُنَا عِيدًا.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

اَلْأَعْيَادُ هِيَ أَيَّامُ التَّطْهِيرِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ . يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: “قَدْ اَفْلَحَ مَنْ تَزَكّٰىۙ. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّه۪ فَصَلّٰىۜ”[2].  إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي الْأَعِزَّاءَ

[1] سُورَة الْحُجُرَاتِ ، 49 / 10.

[2] سُورَة الأَعْلَى ، 87 / 14،15.

 

الَّذِينَ يَمْلَؤُونَ مَسَاجِدَنَا بِفَرْحَةِ الْعِيدِ ! بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ مَدَى أَخْطَائِنَا وَخَطَايَانَا ، فَقَالَ رَبُّنَا الْعَظِيمُ “رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ”[1].

فَلْنَلْجَأْ إِلَى التَّسَامُحِ وَالرَّحْمَةِ الْوَاسِعِينِ لِرَبِّنَا الْقَدِيرِ.

وَلْنَبْحَثْ عَنْ مُسْتَقْبَلِنَا وَسَلَامِنَا وَأَمَلِنَا فِي رَسَائِلِ الْإِسْلَامِ الرَّحِيمَةِ. وَدَعُونَا نَتَخَلَّصُ مِنْ كُلِّ أَنْوَاعِ الْمُنْكَرَاتِ وَالْحَرَامِ بِحَقِّ الْعِبَادِ وَالْحُقُوقِ الْعَامَّةِ.

وَلِنَجِدِ السَّلَامَ مِنْ رَبِّنَا الْعَظِيمِ بِالصَّلَاةِ وَالْعِبَادَةِ وَالْخَيْرِ وَالْأَعْمَالِ اَلصَّالِحَةِ. دَعُونَا نَقْتَرِبْ حَتَّى يُصْبِحَ عِيدُنَا عِيدًا. 

 

أَيُّهَا الإخْوَةُ الْأَعِزَّاءُ!                             

لَقَدْ أَدَّيْنَا لِلتَّوِّ صَلَاةَ الْعِيدِ، كَتِفاً إِلَى كَتِفٍ، وَقَلْباً إِلَى قَلْبٍ.

وَبَعْدَ قَلِيلٍ، سَوْفَ نَلْجَأُ إِلَى رَبِّنَا بِالتَّكْبِيرِ وَالصَّلَاوَاتِ. وَمَعَ ذَلِكَ، دَعُونَا لَا نُغَادِرُ مَسْجِدَنَا عَلَى الْفَوْرِ، وَلَا نَبْتَعِدُ عَنْ بَعْضِنَا الْبَعْضِ.

لِنَتَذَكَّرْ جَمِيعًا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّالِي: ” تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا وَتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ.”[2]. لِذَلِكَ دَعُونَا نَبْدَأُ فِي هَذَا الْمَكَانِ الْمُبَارَكِ مُشَارَكَةَ فَرْحَةِ الْعِيدِ.

فَلْنَتَصَافَحْ وَنَحْتَضِنْ بَعْضَنَا الْبَعْضَ. لِنُكْرِمْ أَخِينَا اَلَّذِي بِجَانِبِنَا بِوَجْهِنَا الْمُبْتَسِمِ. لِنُكْرِمْهُ حَتَّى يُصْبِحَ عِيدُنَا عِيدًا.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!

اَلْأَعْيَادُ هِيَ بُشْرَى الْأَعْيَادِ الْأَبَدِيَّةِ. لِذَلِكَ دَعُونَا نَفْهَمُ اَلْعِيدُ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ. وَدَعُونَا نَنْشُرُ جَمَالَ رَمَضَانَ وَالْعِيدِ طوَالَ حَيَاتِنَا. فَلْنَنْشُرْهَا حَتَّى تَكُونَ الْآخِرَةُ جَنَّةً وَعَاقِبَتُنَا عِيدًا. عِيدُكُمْ مُبَارَكٌ .

[1] سُورَة الْأَعْرَافِ ، 7 / 156.

[2] اَلْمُوَطَّأُ ، كِتَابُ حُسْنِ الْخُلُقِ ، 4 .

   

اَلْمُدِيرِيَّةُ العَامَّةُ لِلْخَدَمَاتِ الدِّينِيَّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى