close
اخبار سوريامنوعات

“عيرني كتفك”.. ما سبب بناء الأقواس في البيوت الدمشقية القديمة

رجلاً يقطن في حارات “دمشق القديمة” قرر تزويج ابنه البكر، لكنه اصطدم بضيق منزله، وعدم قدرته على (استئجار أو شراء) منزل مستقل لولده..

ففكر ببناء غرفة مستقلة على سطح المنزل، لكن المكان كان ضيقاً أيضاً، ويحتاج إلى بضعة أمتار إضافية، وهو ما يتطلب أن يأخذ كتف الزقاق وموافقة الجار المقابل..

وعندما ذهب إلى جاره لم يستطع شرح ما بداخله، فخرجت منه عبارة: “عيرني كتفك”!!!

وكان الجار يعلم وجعه وعدم قدرته على تأمين منزل لولده، فقال له على الفور: (عرتك)..

فباتت أقواس هذه الغرف تشبه أقواس النصر.

والغرفة التي تضم هذا الكم من الفرح والإلفة، تبنى على جدارين متقابلين من الحجارة المشذبة التي تنتهي بقوسين صغيرين..

وتسمى في أماكن كثيرة من “سورية” (القناطر).

لكن لتلك الغرفة خاصية أجمل، عندما يقوم معلم البناء برسمها حجراً حجراً حتى تلتقي بوسط الزقاق على شكل قوس.

والناظر إليها من بعيد يظن أنها جسر بين بيتين. وما يميزها من الخارج تلك النافذة الخشبية الطويلة التي تظهر على الزقاق مباشرة بشكل طولي، وهي المنفس الوحيد للغرفة.

أما جدرانها، فكانت في الماضي تصنع من الطين والحجارة، وتتميز من الداخل بالبساطة، ويمكن لصاحبها أن يزينها بالنقوش أثناء (تلييسها) أو دهنها..

ويكون بابها الوحيد مطلاً على أبواب غرف النوم للمنزل في الطابق الثاني في حال كان المنزل كبيراً، أو يصنع له درجاً مستقلاً من (أرض الديار).

والملاحظ أن العروس مجبرة على استخدام مطبخ العائلة لإعداد الطعام والشراب، وهو ما يزيد الألفة والمحبة بين “الكنّة” الجديدة وأهل المنزل، أو العكس.

وأنت ما رأيك.. هل كنت تعلم بهذه المعلومة من قبل, وهل اضطررت إلى استعارة كتف جارك في أي شئ؟

أم أن الألفة والمحبة والتكاتف والتعاضد قد ذهبت مع سكانها ومالكيها………

الصفحة السابقة 1 2 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى