قصص
تقول طبيبة دخلت عندي في العيادة إمرأة في الستينات بصحبة إبنها الثلاثيني ! ..
أمي مسكينة من عمر عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها .. كتبت الوصفة وشرحت له الدواء ..
مسك يد أمـّه ,
وقال : يالله على البقالة …
قالت : لا نروح مكـّة ! .. إستغربت !
قلت: لها لماذا تريدين مكة ؟
قالت: بركب الطيارة !
قلتله : بتوديها لـمكّة ؟
قال : نعم..
قلت : هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ، ليه توديها وتضيّق على نفسك ؟
قال : يمكن الفرحة اللي تفرحها لو وديتها.. أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها .. خرجوا من العيادة وأقفلت بابها
وقلت للممرضة : أحتاج للرّاحة بكيت من كل قلبي ..
وقلت في نفسي: هذا وهي لم تكن له أماً .. فقط حملت وولدت ولم تربي ، ولم تسهر الليالي ، ولم تُدرسه ، ولم تتألم لألمه ، ولم تبكي لبكائه ، لم يجافيها النوم خوفا عليه , لم… ولم.. ! ومع كل ذلك .. كل هذا البر…! فـهل سنفعل بأمهاتنا الأصحاء..مثلما فعل بأمه المريضه