close
قصص

زيارتي لأختي بعد سنوات من الجفاء

قصة وعبرة/م.ب.محمد

زيارتي لأختي بعد سنوات من الجفاء

طلبت مني والدتي إيصال بعض الأشياء إلى منزل شقيقتي…

ورغم أني حاولت التهرب من ذلك بحجة العمل ومشاغل الحياة المختلفة..

أصرت على طلبها وهذا ما جعلني أستسلم لها …

في الأخير فتوجهت نحو منزلها بعد أن أعلمتها والدتي عبر الهاتف مُسبقََا” بقدومي، والأمر_الغريب أني لم أزر منزلها منذ زواجها وهذا بحجة إقامتها مع أهل بيتها في منزل مشترك …

وبسبب ثقل الأشياء التي نقلتها إضطررت إلى دخول منزلها بنفسي لأول مرة حتى أضع ما جلبته في غرفتها..

فكان أول ما شد إنتباهي هو السعادة الرهيبة التي لمحتها في عينيها حتى أنها ظلت تحدث أهل بيتها عني بسعادة غامرة “:

أخي إنه أخي نعم أخي هو من جلبها

” فتقول الأخرى: ” هذا أخوك؟! لم نره من قبل !!!

” فردت ” مشغول في عمله المسكين لا يرتاح أبدََا”

كم شعرت بالسوء حين سمعت محاولاتها في تبرئتي من تهمة الإهمال الذي أقدمه لها كل يوم في عدم زيارتها و الإطمئنان عليها بينما ظلت هي تحاول الدفاع عني بأعذار واهية لا أساس لها..

وأكثر من ذلك حين حاولت المغادرة أوقفتني قائلة:

” توقف، لن تغادر قبل شرب القهوة، لقد أعددت لك فطورََا لكنك تأخرت لهذا سأقدم لك القهوة أعددت لك بعض الحلويات التي تحبها “..

حاولت الرفض.. فلمحت دموعََا” تجمعت في عينها فتيقنت أني لو ذهبت لأنفجرت بعد مغادرتي بالبكاء، فكأنما كانت تقول لي أنت لا تأتي مطلقََا” وعندما أتيت تذهب بهذه السرعة ؟! هل أتيت من أجل الأغراض فقط ؟ وأنا؟ ألا يهمك أمري مطلقا !

تنهدت موافقََا”على دعوتها حينها أتصلت بزوجها مدعية سؤالها عن تأخره وهي فعلت ذلك فقط لتخبره عن زيارتي..

كانت تخبره بلهفة ولو إستطاعت لأخبرت كل الجيران و الأهل بذلك من فرط سعادتها..

لم أحظى بإستقبال كهذا في حياتي، ..

هل هي مكانتي الكبيرة عندها؟

أم هي محاولة منها لتعويض أيام غبتها عنها وحرمتها من زيارتي لها؟!!!

كانت فرحتها كطفلة تحتضن عودة أبيها بعد طول إنتظار،…

وإهتمامها كأم تحاول تعويض إبنها بحنانها وسرد تفاصيل حياتها دفعة واحدة

غادرت بيتها بعدها وأنا صغير جدََا” صغير كطفل ولد للتو، ..

فأنا لا أستحق كل ذلك الكرم_والسعادة، …

كيف تمكنت من تقديم كل ذلك لي وأنا الذي دفنتها منذ سنوات في مقبرة الإهمال و النسيان …

غادرت ورغم ذلك ظلت تطل من شق نافذة غرفتها حتى إبتعدت وتواريت عن أنظارها..

ودعتني وكلها خوف أن تكون آخر زيارة مني لها فظلت تقول: عد لزيارتي مرة أخرى عد لزيارتي رجاء اََ عد يا أخي فأنا أنتظرك”

زوروا إخوتكم و أخواتكم فلا حب مثله…

منقووول…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى