في ليلة ما، كنتُ وحدي في سوق كبير بأحد أحياء مصر الشعبية،

قصة/راما.ب.محمد يقول صاحب القصة في ليلة ما، كنتُ وحدي في سوق كبير بأحد أحياء مصر الشعبية، وبينما وقفتُ عند أحد البائعين لأتفحّص بضائعه، جاء ولدٌ صغير، في الحادية عشر تقريبًا، ووقف إلى جانبي، لم أهتم كثيرًا. بعد دقيقة، قررت شراء شيئًا ما من البائع، فما أن وضعت يدي في جيب بنطالي وأخرجتها، خُيّل إليّ أن المال قد سقط على الأرض، والذي زاد شكوكي أكثر هو أن الصبي الذي كان يقف إلى جانبي مال إلى الأرض ، في نفس اللحظة، ثم استقام وبدأ يجري!! وقفت متسمرًا في مكاني أشاهد الولد وهو يجري، لا أفهم ماذا يجري، لاحظ البائع ذلك، فسألني: ما المشكلة؟! فأجبته بكل ثقة: للمتابعة اضغط على الرقم 2 في السطر التالي ذلك الولد أخذ أموالي التي سقطت على الأرض وهرب! على غير المتوقع، ترك البائع بضاعته وأخذ يجري وراء الصبي! وأنا متسمّرٌ في مكاني، لا أعي تمامًا ماذا يحدث!! بعد لحظات، عاد البائع ممسكًا الصبي المسكين من ياقته ويسأله: ماذا أخذت من ذلك الشخص؟! فيجيب الصبي بذهول ممزوج ببوادر بكاء: لم آخذ شيئًا منه! تجمّع القليل من الناس حولنا، وبدأوا يتساءلون، وأنا ما زلت متسمّرًا في مكاني. وبعد عدة دقائق، للمتابعة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي وسط ذلك الاستجواب، النكران والاستنكار، أدركت أن أموالي قد نقصت لأني قمت بشراء شيء منذ ساعتين، وليس للصبي البائس يد في ذلك! حينها قررت أن أنهي الموقف فورًا، فقلت للبائع: لا بأس، لا بأس، حصل خير! وفي الواقع، ما حدث شرٌ لا خيرٌ. في ثوانٍ، انفض الناس وفرّ الصبي التعيس بعيدًا حينئذ اعترفت للبائع بسوء الفهم الذي دار، ثم قمت بشراء ما أردته منه ، وبعدها طلبت منه أن يصف لي مكان الولد، فلعلني أذهب إليه، أعطيه بعض المال وأعتذر له عما حدث. أخبرني البائع أن الفتى للمتابعة اضغط على الرقم 4 في السطر التالي يعمل في دكان قريب من هنا، فذهبت مسرعًا أبحث هنا وهناك، فلم أجده. شعرت بندم شديد، بحسرة، بألم، وبكيت في الشارع. وبقيت فترة طويلة أبكي كلما تذكرت ذلك الموقف. ومنذ ذلك الحين، تعلّمتُ ألا أتسرع في الحكم أبدًا أبدًا إذا أتممت القراءه أترك شيء تؤجر عليه