close
علوم وتكنولوجيا

الملك و الرجال الثلاثة

جلس الملك أمامه وهش له وقال: أي شيء أحب إليك؟ فكر الأقرع قليلا ثم قال: لا شيء أحب إلي من شعر حسن طويل يذهب عني القراء..

ويجعلني محبوبا بين الناس وقد تركوني وانفضوا من حولي لسوء منظري وقبح شكلي، وعلى الفور مد الملك يده ومسح على رأسه فذهب عنه القراع واستطال شعره، وأصبح جميلا  حسنا مقبولا من الناس، وفرح فرحا شديدا، وكأنه اكتفى بتحقيق هذا الحلم الذي طالما حلم به كثيرة، ولكن الملك ريت على كتفه وقال له: أي المال أحب إليك ؟

فقال الرجل الذي كان أقرعا ومن الله عليه بالشفاء: أحب البقرفأعطاه الملك بقرة حاملا، وقال له: يبارك لك فيها (أي أن الله يضع البركة فيها).

وكانت الدعوة مستجابة، فقد بارك الله له فيها فولدت وتوالدت على مر الزمان حتى صارت قطيعا هائلا يملأ الآفاق غبارا حين يمشي للرعي.

وأصبح الرجل من أغنياء قومه، فنال نعمة الصحة، وأزال الله عنه المرض، وأنعم عليه بالمال والخير الوفير.

ومضى الملك إلى صاحبهم الثالث وهو الأعمى، فوجده جالسا مطرقة. الناس يتحدثون عن جمال الطبيعة وزرفة السماء،

وهو لا يرى إلا ظلام، والناس يمشون في الطرقات آمنين، أما هو فإن لم يجد من يسحبه في الطريق، فمصيره التعثر والسقوط والآلام،

فقال له الملك: أي شيء أحب إليك ؟ فقال الأعمى: يرد الله إلي بصري، فأبصر طريقي والناس، وكان الرجل حزينا وهو يتكلم وكأن ما يتمناه مستحيلا.

ولكن الملك بفضل الله مسح على وجهه،

فرد الله إليه بصره، وأبصر الرجل الملك أمامه والناس من حوله،

وكان الرجل يطير من الفرح، وظل للحظات يتأمل هنا وهناك لا يصدق أنه يرى الأشياء جميعها،

ويستمتع بجمالها، وهم أن يشكر الملك ولكن الملك عاجله بالسؤال قائلا:

أي المال أحب إليك و قال الرجل على الفور: الغنم، أحب مالي أن يكون غنمة، فأعطاه الملك شاة والدة قد وضعت وليدها صغيرا جميلا يرضع ويرتع حولها،

وانصرف الملك وتمتع الرجل ببصره وكثرت أغنامه حتى أصبحت قطيعا كبيرا لا يرى الناظر أخره، وأصبح من أغنياء قومه لكثرة ما عنده من غنم يبتاع بها ما يشاء.

أصبح الثلاثة أثرياء، وأصحاء، وكلما مضى الزمن زادت أموالهم وكثر متاعهم، وتمتعوا بصحتهم، فنسي الأقرع قراعه، ونسي الأبرص برصة، وكذلك الأعمى.

وفي غمرة النسيان والتمتع بهذه الأموال.

عاد إليهم الملك زائرة، ولكنه جاء إلى الأبرص، على شكل رجل أبرص وهي هيئته قبل أن يشقيه الله ويعطيه، وقال له: أنا رجل مسکین، کنت مسافرة وفقدت راحلتي.

فأسلك بالله الذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن أن تعطيني بعيرا أكمل به سفري … فقال له الرجل: إن على حقوق كثيرة وانصرف عنه لا يريد إعطاءه،

فقال الملك بذكره ألم تكن أبرص ينفر منك الناس، وكنت فقيرة فاعطاك الله … فأنكر الرجل وقال:

للمتابعة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى