زوجتي الغالية
” عطني قلم أكتب لك الأغراض ”
… تمنيت أن تطلب مني أي شيء سوى القلم و خاصة في مثل هذا الوقت فكيف أفهمها و معنا هذه الضيفة ..
فارتسمت على وجهي علامات البراءة و بدأت أنظر إلى جيبي ..
نظرت دلال إلي جيبي بحدة و استغراب و قالت : ” وين قلمك ؟ ” …
آآآه الآن وقعت في ورطة كيف بإمكاني أن أبين لها ؟!!
نزلت من السيارة بسرعة حتى لا تفقد أعصابها أو تأخذها نزوات الغيرة فتنسى أن معنا هذه الضيفة …
اتجهت إلى نافذتها وعرفت منها الأغراض المطلوبة و عيناها ترمقاني بكل حدة و عتاب …
حمدت الله كثيرا على أن هذه الضيفة معنا .. مع أنها ستحرمني من زوجتي هذه الليلة …
وصلنا إلى الشقة و نزلت زوجتي و ضيفتها في مجلس النساء و أغلقتا عليهما الباب ..
اتجهت إلى غرفتي و تجهزت للنوم و بقيت أنتظرها لأخذ الأخبار ..
فاستفهامات كثيرة تدور في رأسي .. من هي الضيفة ؟ و لماذا جاءت لتنام عندنا ؟ و كيف تلبس العباءة المخصرة ؟ و أشياء كثيرة …
فكرت بأن أطرق الباب عليهما فتهيبت خروج دلال مغضبة و خاصة أنها غضبت لأنها لم ترَ قلمها في جيبي …
جلست أفكر و أتأمل .. ما أجبننا نحن الرجال ؟ ندعي القوة و نطلب الاحترام من كل أحد و نزأر كليث غاب ..
فما أن يجن الليل علينا حتى نرتجف وجلاً من زوجاتنا و نردد في كل حين اللهم سلم سلم ..
ذئاب في النهار و دجاج في الليل …
أخيرا خرجت دلال من عند ضيفتها و استرقتْ النظر إلى غرفتي فوجدت النور ما زال مُضاءًا فأتت تستطلع الأمر ..
سلمتْ و دخلتْ و علامات البشر و السرور تبدو على محياها ثم جلست بجانبي على السرير …
بدأنا نتجاذب أطراف الحديث و كنت أسألها عن ضيفتنا …
قالت : ” و الله يا أحمد هذي البنت أديم قصتها قصة عجيبة ..
يوم كنت بالقاعة رحت أغسل يدي و وقفت أطالع في المرآة ..
دخلت أديم و وقفت بجانبي و بدأت تنظر إلي في المرآة ..
ابتسمت لها و كأني أعطيتها إشارة بالتقدم فقامت و احتضنتني و بدأت تبكي بكاء مرّا ..
تفاجأت من بكائها و بدأت أهدئها و أغسل وجهها بالماء إلى أن هدأت قليلا و ارتاحت بعض الشيء ..
خرجنا من المغاسل و كنت ممسكة بيدها و لم أكلمها ..
فقط كنت أنظر إليها و أتبسم و أشدّ على يدها ..
جلسنا على إحدى الطاولات في آخر القاعة و بدأت أتحدث معها ..
بصراحة كنت خائفة من أن أسألها عن سبب بكاءها ..
لكن قلت في نفسي إن هي فتحت الموضوع و إلا لن أفتحه أنا ..
يا أحمد هذي البنت تقدر تقول إنها قدوة قريناتها بالتحضر و التمدن و حركات المراهقات ..
فأهلها ما يقولون لها ( لا ) أبدا ..
و المال مغدق عليها ليل نهار ..
و مفتوح لها المجال على كيفها ” …
قاطعتها و قلت :
للمتابعة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي 👇